يصيب مرض التدرن التاجي عدداً كبيراً من النباتات العشبية والخشبية التي تنتمي إلى أكثر من 140 جنساً و أكثر من 60 عائلة وهو واسع الإنتشار في معظم أنحاء العالم . 

ويتميز المرض بتكوين أورام أو ثآليل على الأجزاء المختلفة للنبات العائل وغالباً ما تظهر الإصابة في منطقة التاج بالقرب من سطح التربة لذا سمى بالتدرن التاجي إلا إنه يصيب الجذور والسيقان والأفرع والمجموع الخضري ولهذا المرض أسماء أخرى عدة مثل : 

  • عقدة التاج knot crown
  • عقدة الجذر knot root 
  • أورام الجذور tumors root 
  • الثآليل العصوية galls con 
  • العقدة السوداء knot black 

ويختلف حجم الدرنات التي يكونها المرض باختلاف عمر الإصابة حيث تكون في بداية تكونها طرية بيضاء ولكنها تتصلب فيما بعد وتصبح سمراء اللون 

المسبب :

يتسبب مرض التدرن التاجي عن البكتيريا tumefaciens agrobacterium  وهي بكتيريا عصوية سالبة لصبغة جرام تعيش البكتيريا المسببة لمرض التدرن التاجي في المسافات البينية للخلايا وتقدر على النمو والتكاثر ويؤدي وجود البكتريا على الدرنات المتكونة إلى :

  1. صعوبة عزل الكائن الحي المسبب للمرض من داخل الثآليل الجافة . 
  2. استمرار النشاط المرستيمي في الأنسجة القريبة من السطح .
  3. السهولة التي تصبح فيها التربة ملوثة حيث أن الماء يغسل كثيراً الكائنات السطحية إلى التربة .

الأهمية الإقتصادية 

تختلف الأضرار الناتجة عن مرن التدرن التاجي تبعاً لإختلاف العوائل وعمرها عند بدء الإصابة وموضع هذه الأورام وعددها وحجمها واستجابة النبات العائل للإصابة . 

نلخص الأضرار في الأتي :

  1. إضعاف النمو للنبات وتقزمه وإصفرار الأوراق وصغر حجمها . 
  2. قتل الأفرع والجذور نتيجة الإصابة الموضعية .
  3. موت النبات كله في الحالات الشديدة . 

ويشمل الفقد كلاً من الشتلات في المشاتل والأشجار الكبيرة في الأرض الدائمة وقد ذكر بأن نسبة الفقد في المشتل تصل إلى 70 % .

والمعروف بصفة عامة بأن مرض التدرن التاجي مرض خطير قد يسبب عنه الإقلاع عن زراعة العنب واللوز والخوخ في بعض المناطق ويوجد إختلاف على مدى الضرر الذي يحدثه المرض في بساتين أشجار الفاكهة إلا أن ما يمكن قوله في هذا المجال هو أن المرض خطير على شتلات التفاح والأشجار المثمرة التي لم يتجاوز عمرها 6 سنوات وأقل خطورة على أصول أمريكية .

وفد كان هذا المرض سبباً في رفض الشتلات المستوردة من فرنسا و إسبانيا وهولندا وتعطيل خطة الوزارة في خطة التشجير المثمر لعام 1979 .

المنشأ أو سبب الضرر :

عند دخول البكتيريا إلى العائل عن طرق الجروح الحديثة تفرز مادة مهيجة فتتهيج الخلايا وتأخذ بالإنقسام السريع الأمر الذي يؤدي إلى زيلدة عدد الخلايا التالوية وتضغط على الخلايا العادية والأنسجة العادية المحيطة بها وتشوهها وينتج عن ضغط الخلايا التالوية على الأوعية الخشبية إلى إعاقة وصول الماء والمواد الغذائية إلى الأجزاء العلوية من النبات بما يقارب 20 % من الحالة الطبيعية تكون عاجزة عن نقل الماء والمواد الغذائية إلى الأنسجة النياتية المراد وصول الماء والغذاء لها .

و إن إنحطاط وموت النبات ينشأ عن :

  1. أنسجة الدرنة تشكل عائقا ميكانيكيا يقف أمام إنتقال العصارة .
  2. تختزن الدرنات المتشكلة بشكل مبالغ فيه المواد الكربوهيدراتية .

وبصورة عامة أن النباتات المصابة تصبح غير قادرة على النمو بشكل جيد ويقل إنتاجها وتصفر أوراقها وتصبح أكثر حساسية للظروف الجوية غير المناسبة وخاصة أضرار الشتاء .

العوائل التي يصيبها المرض : 

تصيب بكتيريا التدرن التاجي كما ذكرنا عدداً من النباتات العشبية والخشبية التي تنتمي إلى أكثر من 60 عائلة من المملكة النباتية نذكر منها :

  1. التفاح - السفرجل - الكمثرى - الخوخ - الكرز - المشمش - العنب - التوت - . 
  2. البطاطس - الطماطم - الخيار .
  3. اللقطن - البنجر - عباد الشمس .
  4. نباتات الزينة - الأضالية - الجيرانيوم - الورد . 

الأعراض : 

  • بعد حدوث الإصابة ودخول البكتيريا أنسجة النبات تفرز البكتيريا هرمون indol acetic acid الذي يؤدي إلى تهيج الخلاليا البرانشيمية والإنقسام وتكوين الأورام والثآليل أو الدرنات . 
  • ففي بداية الإصابة يصعب تمييز الدرنات المتكونة عن الإصابة ببكتيريا التدرن جداً عنها في الدرنات المتشكلة من مادة الكالوس callus لسد الجروح إلا أن الدرنات المتشكلة عن الإصابة بالبكتيريا تتطور بسرعة كبيرة جداً عنها في الدرنات المتشكلة من مادة الكالوس callus .
  • تظهر الأعراض على شكل نموات زائدة وعلى شكل إنتفاخ غير منتظم في النسيج يحيط بالفرع وقد تكون الأورام اسفنجية يمكن تحطيمها بسهولة وكذلك فصلها عن النبات الأم وتكون الأورام أو التآليل في أول الأمر بيضاء ثم يغمق لونها تدريجيا وقد تكون الدرنات كروية غير منتظمة أو متطاولة في الشكل مجعدة يظهر على سطحها طيات وقد تكون على شكل عقد متخشبة صلبة مختلفة الحجوم وعلى كل يتميز مرض التدرن التاجي بنوعين عامين من النمو الشاذ هما : 
  1. الأورام النموذجية الحقيقية التي تختلف في الحجم والشكل وتتكون على الجذور أو التيجان أو السوق .
  2. انتفاخات أو تورمات مع تكشف في الأعضاء زائداً غير طبيعي .
  • تظهر الدرنات عادةً على الجذور والسوق بالقرب من سطح التربة ولكنها يمكن أن يظهر أيضاً على الأفرع و أعناق الأوراق وعلى إرتفاع يزيد على 150 سم عن سطح التربة ويظهر ذلك بوضوح على الكرمة ( العنب ) .
  • تتكون الأورام من نسيج عصاري في الجهاز الوعائي غير تام التكوين والتآليل الطرية التي تتكون على جذور خشبية حديثة أو نباتات عشبية تتحلل وتتعفن وتمنع تكوين جذوراً من سطحها .
  • وقد تبقى الأورام في العوائل المعمرة الخشبية مثل التفاح مكونة ما يسملى بالتآليل الصلبة وهى عبارة عن تركيب خشبي وعائي مغطى بالقلف ومن الجدير بالذكر بأن التدرن لا ينتج دائماً عن إصابة بالبكتيريات حيث في بعض الأحيان تآليل ثانوية إلى جانب التآليل الأولية المتسببة عن البكتيريا لا تحتوي على البكتيريا ولا يوجد عندها جروح فهذه تكون ناتجة عن جينات في النباتات

دور حياة بكتيريا التدرن التاجي :

تقضي بكتيريا التدرن التاجي البيات الشتوي في التربة رملية أو طفلية لعدة سنوات وتهاجم النبات بمجرد زراعتها وتدخل الجذور أو الساق بالقرب من سطح التربة عن طريق الجروح الحديثة المتسببة عن العمليات الزراعية أو التطعيم أو الفتحات التي تحدثها الحشرات أو النيماتودا .

بعد حدوث الإصابة تدخل البكتيريا إلى المسافات البيئية بين الخلايا و تتكاثر وتفرز مادة مهيجة الخلايا المحيطة بمنطقة الإصابة فتأخذ بالإنقسام السريع منتجة خلايا جديدة تحتوي على نواة أو نواتين وليس بها إختلاف أو تكيف عن الخلايا الأم .

تضغط الخلايا الثألولية نتيجة الإنقسام السريع على النسيج المحيط بها وتظهر الإنتفاخات أو في طبقة الكامبيوم وتستمر بالإستطالة والإنقسام حتى أنه يمكن خلال 10 - 14 يوم من حدوث الإصابة رؤية الإنتفاخات العين المجردة وتختلف فترة الحضانة حسب الفصل من السنة وعمق الجروح فهي نسبياً قصيرة في الصيف عند نشاط النبات وجريان العصارة ةطويلة في بقية الفصول .

ويختلف حجم الدرنات بإختلاف عمق الجروح فالجروح العميقة تعطي حجم درنات أكبر نتيجة لزيادة عدد الخلايا المتهيجة و المنقسمة .

وعادة تنقسم الخلايا وتتطاول بشكل غير منتظم إلى أن تتكون الثآليل ولا توجد البكتيريا في مركز هذه الثآليل كونها بكتيريا هوائية إجبارياً بل توجد في المسافات البينية لخلايا المحيط الخارجي للتآليل وفي مراكز التجعدات للدرنة . 

إن التآليل والدرنات الطرية ليست محمية بواسطة الأدمة أو الأنسجة القاسية الأخرى لذا فهى سهلة المهاجمة من قبل الحشرات والكائنات الحية الدقيقة الرملية الموجودة في التربة وينتج عن المهاجمة من قبل الحشرات والكائنات الحية الدقيقة الرملية الموجودة في التربة وينتج عن هذه المهاجمة تعفن طبقة الخلايا للتآليل وتلونها باللون البني ثم الأسود بعد ذلك .

تتحلل الأنسجة الخارجية للدرنات القديمة بفعل العوامل الجوية والكائنات الحية وتنطلق البكتيريا منها إلى التربة حيث تحمل مع مياه السقاية إلى النباتات السليمة فتصيبها وهكذا تتابع البكتيريا دورة حياتها حيث تدخل عن طريق الجروح الحديثة تهيج الخلايا وتكون الثآليل ثم تتعفن الثآليل وتنطلق البكتيريا إلى التربة وتنتقل مع مياه الري لتصيب نبات أخر سليم .

قدرة بكتيريا التدرن التاجي على البقاء في التربة 

لبكتيريا التدرن الخارجي القدرة على العيش فىب كافة أنواع الأتربة الخفيفة منها والثقيلة الغنية بالمواد العضوية والفقيرة المعقمة وغير المعقمة ولمدة تتراوح بين أشهر حتى عدة سنوات هذا حيث ذكرت بعض المراجع أن بكتيريا التدرن التاجي بقيت حية في تربة معقمة خالية من أي عائل تتطفل عليه مدة 7 أشهر و ذكر أيضاً أنها كونت درنات نموذجية على نباتات الطماطم عندما زرعت في تربة ملوثة في البكتيريا بعد 102 يوم من الحقن والتلويث .

كما ذكر أيضاً أن شتلات الخوخ أصيبت بالمرض في أرض زرعت بالمحاصيل النجيلية لمدة 40 سنة وو إذا ما كان هذا صحيحاً فليس هنالك من فائدة في مقاومة البكتيريا بإتباع الدورة الزراعية و إستخدام المحاصيل النجيلية .

وبصورة عامة فإن فترة بقاء البكتيريا حية في التربة المعقمة وقد يعود سبب ذلك إلى فقدان التنافس بين ميكروفلورا التربة وبكتيريا التدرن التاجي أو بسبب تكوين مواد منشطة للنمو في التربة أثناء عملية التعقيم .

تأثير أنواع التربة :

ذكر سابقاً بأن لبكتيريا التدرن التاجي القدرة على العيش في كافة أنواع الأتربة الخفيفة منها والثقيلة والغنية بالمادة العضوية والفقيرة ,هذا وقد ذكرأن البكتيريا حية وقادرة على إحداث العدوى بعد 154 يوم في التربة الغنية بالمادة العضوية .

تأثير حرارة التربة :

إن درجة الحرارة المثلى لنمو البكتيريا هي 25 م وكان تدهور سريع في أعداد البكتيريا على درجة حرارة 35 م في التربة غير المعقمة .

وقد ذكر بأنه أجريت تجربة على تأثير درجات حرارة مختلفة على قدرة البكتيريا في تكوين الدرنات وذلك بحقن نباتات الطماطم ووضع الأجزاء المحقونة تحت التربة عاى درجات حرارة 14 - 18 - 22 - 26 - 30 - 34 م فكونت البكتيريا أكبر الدرنات على درجة الحرارة 30 م . 

تأثير رطوبة التربة : 

ذكر أن بكتيريا التدرن التاجي تستطيع أن تعيش في التربة الرطبة بنشاط وفعالية أكثر من التربة الجافة و أن أكبر الدرنات تكونت عندما كانت رطوبة التربة 40 - 60 % من قوة حفظ التربة للماء كما كان نمو البكتيريا جيداً في تربة رطوبتها بين 40 - 100 % من قوة حفظها للماء و أفضل نمو للبكتيريا كان في تربة رطوبتها 70 - 80 % من قوة حفظها للماء وتنخفض أعدادها بدرجة كبيرة في رطوبتها أقل من 40 % من قوة حفظها للماء .

تأثير ph للتربة :

أن ال ph التربة الأمثل لنمو بكتيريا التدرن التاجي و إحداث الإصابة يقع بين 6.8 - 7.7 و إن إضافة الكلس للتربة بقصد رفع ال ph يزيد من نسبة الإصابة وعلى العكس وجد أن إضافة الكبريت في التربة بقصد خفض ph التربة تقلل من نسبة الإصابة . 

البقاء في النسيج المتدرن : 

نظراً لأن بكتيريا التدرن التاجي هوائية حتما لذا لا يمكن أن تعيش مدة طويلة في الدرنات و الثآليل المدفونة في الترية حيث لم يمكن عزلها عن الدرنات المدفون في التربة بعد 156 يوم .

المقاومة 

تهاجم بكتيريا التدرن التاجي النباتات عن طريق الجروخ الحديثة المتسببة عن العمليات الزراعية أو الفتحات التي تحدها الحشرات والديدان الثعبانية الموجودة في التربة لذا لمقاومنها يجب إتباع التالي :

  1. تجنب إحداث جروح النباتات .
  2. تغطية الجروح بشمع التطعيم .
  3. عدم زراعة الشتلات مباشرة بعد إقتلاعها من المشتل بل يجب الإنتظار حتى تلتحم الجروح ويتكون الكالوس وذلك في مكان بعيد عن إمكانية التلوث بالبكتيريا والفترة اللازمة هي : بالنسبة للتفاح من 2 - 4 أيام وبالنسبة للكمثرى من 5 - 7 أيام .
  4. إذا لم تكن فترة الإنتظار هذه ممكنة وفي جميع الحالات المشتبه فيها فإنه من الموصى بها غمس جذور الشتلات قبل غرسها حتى ما فوق منطفة التطعيم في روبة من الطين مضافاً إليها مادة تعقيم بكتيرية مناسبة للقضاء على البكتيريا أو عمل محلول من مادة التعقيم وغمس جذور الشتلات إلى ما فوق نفطة التطعيم وتنصح معظم المراجع بإستخدام مادة كلوريد الزئبق بنسبة 1 % ولمدة 5 دقائق ثم تغسل بعد ذلك في روبة من التراب وكلورمتيوكس إثيل الزئبق .
  5. إستخدام أحد المطهرات الفطرية النحاسية مثل مادة الكوبرافيت بمعدل 200 جم / 100 لتر ماء ولمدة دقيقتين مع ملاحظة دفن الجزء المتبقي من الروبة والمادة السامة وعدم سكبه قي البلاليع أو الأنهار أو السواقي .
  6. تجنب زراعة الشتلات المصابة .
  7. تعقيم أرض المشتل بإستخدام أحد معقمات التربة كبروموالميثيل أو القابام أو الفورمالهيد 5 % متربع مربع تربة 
  8. مكافحة الحشرات والنيماتودا حيث أنهما العاملان المساعدان على أحداث الجروح وتسهيل دخول البكتيريا وذلك بإستخدام أحد المبيدلت الحشرية النيماتودية كالفيوريدان أو اللانيت أو الفايدات بمعدل 1 % مع الأخذ في الحيطة والحذر من شدة سميتها على الإنسان والحيوان . 
  9. في مشاتل الأشجار المثمرة حيث يعتبر المرض خطراً جداً يجب زراعة الشتلات في أرض لم يسبق استخدامها كمشتل مع التأكد من خلوها من الإصابة .
  10. تقيد بعض المراجع بأنه يمكن إستخدام مادة داينتروكريسول الصوديوم مع الكحول بنسبة 1 : 4 حجماً بحيث يدهن فيها سطح الأورام .

بالنسبة للأشجار المثمرة في الأرض الدائمة فيمكن كشط الأورام بسكين حادة مع أخذ جزء من النسيج السليم حول مكان الإصابة ودهن مكانها بمحلول مادة داي نتركريسرل الصوديوم مع الكحول  أو بعجينة بودر ( 1 كجم كبريتات النحاس + 1 كجم جير حي + 10 لتر ماء ) ويفضل إجراء الكشط والمعالجة في الشتاء حيث الظروف الجوية تكون غير مناسبة لنشاط البكتيريا أما إذا جرى في الصيف فيجب تغطية مكان الكشط بأي معجون مناسب لهذه الغاية وإذا لم يتةفر فيمكن تغطيته بالطين النظيف والخالي من البكتيريا مع ملاحظة حرق التدرنات المكشوطة بعيداً عن البستان وكذلك استبعاد وحرق الغرس المصاب .

  11. ذكرت بعض المراجع أنه يمكن إستخدام طريقة المكافحة الحيوية بكتيريا Agrobeicterium radiobacter التي تتطفل على بكتيريا التدرن التاجي A.tumefaciens .

 

قام بتحريره / رحاب دندراوي